
2021-08-06
الخادم الذي لا يرتاح
(فقرة كتابية عن الخدمة)

يوم في حياة الرب يسوع
هذا الخادم العجيب لم يكن لديه وقت حتى للنوم. فبعد يوم من التعب والعناء نقرأ القول «ولما صار المساء إذ غربت الشمس»، وكان من حقه أن يذهب لكى يستريح، لكنهم، «قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مُجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة». لقد باتت المدينة كلها مُستريحة فى تلك الليلة فلم يوجد فيها شخص واحد يئن أو يشكو. أما هو تبارك اسمه فقد حمل أحزانهم وأوجاعهم على قلبه ومشاعره الحساسة. وبالتأكيد أنه لم يَنم فى تلك الليلة. فنقرأ بعد ذلك مباشرة القول «وفى الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك» (مرقس1: 35). وهكذا كان يفعل «كل صباح» (إشعياء50: 4). وفى خلوته مع الآب كان يأخذ القوة المتجددة لمواصلة الخدمة. فكان بالنهار يعلِّم فى الهيكل وبالليل يخرج إلى جبل الزيتون (لوقا12: 37).
المرة الوحيدة التى يسجلها الكتاب المقدس عن الرب صراحة أنه نام كانت فى السفينة. حيث نقرأ القول «وكان هو فى المؤخر على وسادة نائماً» (مرقس4: 38). تلك كانت أوقات الراحة عنده. فبعد يوم من الخدمة الطويلة «لما صار المساء»، دخل السفينة. وحيث لايوجد مجال للعمل، اقتطع وقتاً قصيراً لينام، قبل أن يصل إلى العبر ويستأنف خدمته. ومع ذلك لم يتركه التلاميذ ليستمتع بنوم هادئ، بل أيقظوه وقالوا له «يامعلم أما يهمك أننا نهلك»؟!
لقد كانت حياته نموذجاً رائعاً للمحبة التاعبة والعطاء المتواصل. إنه لم يُرَضِ نفسه قط ولم يطلب مجداً لنفسه بل كان كل قصده أن يعمل مشيئة أبيه ويتمم عمله. وكان فى ذلك أروع مثال للخادم الأمين.
فهـــل ليســـوع مــن مثيل؟ لا ليـــس مثــله..
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..