
2022-08-17
من منظور مختلف
(قصة عن الشكر)

جلستُ في الحديقة العامة والدموع تملأ عيني. كنتُ في غاية الحزن والضيق، ظروفي في العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مُقبلاً نحوى وهو يقول: “ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جدًا”. تعجَّبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، ولكني أردت التخلص من الطفل فقلت: “فعلاً، جميلة للغاية”. عاد الولد فقال: “هل تأخذها؟” دُهشت، ولكنى أحسست أنني لو رفضتها سيحزن؛ فمددت يدى وقلت: “سأحب ذلك كثيرًا، شكرًا”.
انتظرت أن يعطيني الوردة، ولكن يده بقيت معلَّقة في الهواء. وهنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي في همومي.. فالولد كان ضريرًا!! أخذت الوردة من يده، وشكرته بحرارة، وتركته يتلمس طريقه وينادي على أمه.. أدركت وقتها أنَّ بعضًا من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر، بينما جدير بنا أن نتأملها من منظورٍ مختلف يدفعنا للشكر..
اكتشفت أن عليَّ أن أشكر لأجل نظارتي القبيحة .. لأن هذا يعنى اننى أرى.
+ والضوضاء .. لأن هذا يعنى أنني أسمع.
+ زحمة المرور، لأن هذا يعنى أنني أستطيع أن أتحرَّك وأخرج من بيتي.
+ النافذة المتسخة والأواني في الحوض، فهذا يعنى أنني أسكن في بيت.
+ الضرائب، لأن هذا يعنى أنني أعمل وأكسب.
«إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مراثي 3: 22، 23).
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..